الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
تفاسير سور من القرآن
67160 مشاهدة
معنى قوله تعالى: يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

...............................................................................


يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الأليم معناه الموجع الذي يجد صاحبه شدة ألمه ووجعه، والتحقيق هو ما قدمناه مرارا أن الأليم بمعنى المؤلم، وأن الفعيل يأتي في لغة العرب بمعنى المفعل. فما ذكره بعضهم عن الأصمعي من أن الفعيل لا يكون بمعنى المفعل.
وعليه أراد بعضهم أن يفسر الأليم بأنه يؤلم به، أو يحصل بسببه ألم، وكله خلاف التحقيق. والتحقيق أن من أساليب اللغة العربية إطلاقهم الفعيل وإرادة المفعل، وهذا معروف في كلامهم، ومنه: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ ؛ أي مبدعهما، إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ ؛ أي منذر لكم.
ونظيره من كلام العرب قول غيلان بن عقبة المعروف بذي الرمة:
ويرفع من صـدور الشمــردلات
يصـك وجوههـا ...... أليــم
أي مؤلم.
وقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي
أمن ريحانة الــداء السميـــع
تؤرقـني وأصحــابـي هجـــوع
وقوله: الداء السميع يعني الداء المسمع.
وقول عمرو بن معدي كرب أيضا :
وخيل قد دنفــت لهــا بخيـــل
تحيـة بينهم ضــرب وجيـــع
أي موجع، وهذا هو الصحيح .